فصل: باب جامع فيما بقي من فضلها رضي الله عنها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب في فضل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

  باب في تزويجها

15285- عن عائشة قالت‏:‏ لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص - امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة - ‏:‏ يا رسول الله ألا تزوج‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ إن شئت بكراً وإن شثت ثيباً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فمن البكر‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر، قال‏:‏ ‏"‏فمن الثيب‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ سودة بنت زمعة، آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاذهبي فاذكريها علي‏"‏‏.‏ فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة فقالت‏:‏ يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة‏!‏ قالت‏:‏ وددت، انتظري أبا بكر فإنه آت‏.‏ فجاء أبو بكر فقالت‏:‏ يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة‏!‏ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، فقال‏:‏ هل تصلح له‏؟‏ إنما هي بنت أخيه‏!‏ فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال‏:‏ ‏"‏ارجعي إليه فقولي له‏:‏ أنت أخي في الإسلام وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي‏"‏‏.‏ فأتت أبا بكر فقال‏:‏ ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فجاء فأنكحه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث‏.‏

15786- عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا‏:‏ لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت‏:‏ يا رسول الله ألا تزوج‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فمن البكر‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ بنت أحب خلق الله إليك، عائشة بنت أبي بكر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ومن الثيب‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ سودة ابنة زمعة، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اذهبي فاذكريها علي‏"‏‏.‏ فأتت أم رومان فقالت‏:‏ يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة‏!‏ قالت‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قالت‏:‏ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قالت‏:‏ انتظري أبا بكر حتى يأتي‏.‏ فجاء أبو بكر فقالت‏:‏ يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة‏!‏ قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قالت‏:‏ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عائشة‏.‏ قال‏:‏ وهل تصلح له‏؟‏ إنما هي ابنة أخيه‏!‏ فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال‏:‏ ‏"‏ارجعي فقولي له‏:‏ أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي‏"‏‏.‏ فرجعت فذكرت ذلك له فقال‏:‏ انتظري، وخرج، قالت أم رومان‏:‏ إن مطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه فوالله ما وعد وعداً قط فأخلفه لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتيان، فقلت‏:‏ يا ابن أبي قحافة لعلك مصبّئ صاحبنا، فدخله في دينك الذي أنت عليه أن يزوج إليك، قال أبو بكر للمطعم بن عدي‏:‏ أقول هذه، تقول إنك تقول ذلك، فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده، فقال لخولة‏:‏ ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعته فزوجها إياه، وعائشة رضي الله عنها يومئذ بنت ست سنين‏.‏

ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت‏:‏ ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة‏!‏ قالت‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قالت‏:‏ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه، قالت‏:‏ وودت، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له، وكان شيخاً كبيراً قد أدركته السن قد تخلف عن الحج، فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية، فقال‏:‏ من هذه‏؟‏ فقالت‏:‏ خولة ابنة حكيم قال‏:‏ فما شأنك‏؟‏ قالت‏:‏ أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة، فقال‏:‏ كفؤ كريم، فماذا تقول صاحبتك‏؟‏ قالت‏:‏ تحب ذلك، فقال‏:‏ ادعيها فدعتها لي، فقال‏:‏ أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهو كفؤ كريم أتحبني أن أزوجك ‏[‏به‏]‏‏؟‏ قالت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ادعيه لي، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه‏.‏ فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم‏:‏ لعمري إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب إن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة ابنة زمعة‏.‏

قالت عائشة‏:‏ فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج بالسنح، قالت‏:‏ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيتنا، فجاءت بي أمي وأنا في أرجوحة ترجح بي بين عذتين، فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة ففرقتها ومسحت وجهي يشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت ‏[‏بي‏]‏ عند الباب، وإني لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم

دخلت بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجرة ثم قالت‏:‏ هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك‏.‏ فوثب الرجال والنساء فخرجوا، وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة، حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ ابنة سبع سنين‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه أحمد، بعضه صرح فيه بالاتصال عن عائشة، وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد‏.‏ وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15287- عن عائشة قالت‏:‏ ما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتاه جبريل بصورتي فقال‏:‏ هذه زوجتك‏.‏ ولقد تزوجني وإني لجارية على حوف ‏(‏ثوب لا كمين له‏)‏ فلما تزوجني أوقع الله علي الحياء‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني باختصار وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس‏.‏

15288- عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال‏:‏ لما توفيت خديجة اشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تزوج عائشة‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15289- عن عائشة قالت‏:‏ لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته، فلما استقر بالمدينة بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن الأريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل معه أهله أم رومان وأم أبي بكر وأنا وأخي وأسماء بنت أبي بكر امرأة الزبير، فخرجوا مصطحبين حتى انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة، ثم دخلوا مكة جميعاً، فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجنا جميعاً، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن وولدها أيمن وأسامة، واصطحبنا حتى إذا كنا بالبيض من نمر نفر بعيري، وأنا في محفة معي فيها أمي، فجعلت تقول‏:‏ وابنتاه واعروستاه‏!‏ حتى إذا أدرك بعيرنا وقد هبط من الثنية ثنية هرشا، فسلم الله حتى قدمنا المدينة، فنزلت في عيال أبي بكر، ونزل إلي النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبني المسجد، وأبياتنا حول المسجد، فأنزل فيها أهله فمكثنا أياماً ثم قال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الصداق‏"‏‏.‏ فأعطاه أبو بكر ثنتي عشرة أوقية ونشا ‏(‏نصف الأوقية‏)‏ فبعث بها إلينا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه ودفن فيه، وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت، وكان يكون عندها‏!‏

وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف‏.‏

15290- وعن عائشة قالت‏:‏ قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية صعبة فنفر بي جمل كنت عليه نفوراً منكراً

فوالله ما أنسى قول أمي‏:‏ يا عربسة، فركب بي رأسه فسمعت قائلاً يقول‏:‏ ألقي خطامه، فألقيته فقام يستدير كأنما إنسان قائم تحته‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15291- عن عائشة قالت‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كنا بالحد انصرفنا وأنا على جمل، فكان آخر العهد منهم وأنا أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏واعروساه‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فوالله إني لعلى ذلك إذ نادى مناد‏:‏ أن ألقي الخطام، فألقيته فأعلقه الله عز وجل بيده‏.‏

رواه أحمد وفيه أبو شداد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15292- عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتلى عائشة رضي الله عنها في أهلها قبل أن يدخل بها‏.‏

رواه الطبراني وفيه القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم في الوليمة من كتاب الضحايا أحاديث في جلائها‏.‏

15293- عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر في شوال، وأعرس بها في شوال بالمدينة، وتوفيت لسبع عشرة خلت من رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف‏.‏

15294- عن نافع وغيره من أهل العلم قالوا‏:‏ صلينا على عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم وسط البقيع، والإمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة، وحضر ذلك عبد الله بن عمر، ودخل في قبر عائشة عبد الله وعروة ابنا محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر، وماتت سنة ثمان وخمسين في رمضان لسبع عشرة خلت منه ودفنت من ليلتها‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف‏.‏

  باب حديث الإفك

15295- عن عائشة قالت‏:‏ دخلت علي أم مسطح فخرجت لحاجة لي إلى حش فوطئت أم مسطح على عظم أو شوكة فقالت‏:‏ تعس مسطح، قلت‏:‏ بئس ما، قلت أتسبين رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت‏:‏ أشهد أنك من الغافلات المؤمنات أتدرين ما قد طار عليك‏؟‏ فقلت‏:‏ لا والله، فقالت‏:‏ متى عهدك برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقلت‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أزواجه ما أحب ويُرجي من أحب منهن‏؟‏ فقالت‏:‏ إنه طار عليك كذا وكذا، فخررت مغشية علي، فبلغ أم رومان أمي، فلما بلغها أن عائشة بلغها الأمر أتتني فحملتني، فذهبت بي إلى بيتها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عائشة قد بلغها الخبر، فجاء إليها فدخل عليها وجلس عندها وقال‏:‏ ‏"‏يا عائشة إن الله قد وسع التوبة‏"‏‏.‏ فازددت شراً إلى ما بي، فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر فدخل علي فقال‏:‏ يا رسول الله ما تنظرن بهذه التي قد خانتك وفضحتني‏؟‏ قالت‏:‏ فازددت شراً إلى شر‏.‏

قالت‏:‏ فأرسل إلى علي فقال‏:‏ ‏"‏يا علي ما ترى في عائشة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لتخبرني ما ترى في عائشة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد وسع الله النساء، ولكن أرسل إلى بريرة خادمها فسلها فعسى أن تكون قد اطلعت على شيء من أمرها، فأرسل

إلى بريرة فجاءت فقال‏:‏ ‏"‏أتشهدين أني رسول الله‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فإن سألتك عن شيء فلا تكتميني‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ يا رسول الله فما شيء تسألني عنه إلا أخبرتك به، ولا أكتمك إن شاء الله شيئاً‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قد كنت عند عائشة فهل رأيت منها شيئاً تكرهينه‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ لا والذي بعثك بالنبوة ما رأيت منها منذ كنت عندها إلا خلة، قال‏:‏ ‏"‏ما هي‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ عجنت عجيناً لي فقلت لعائشة‏:‏ احفظي العجين حتى أقتبس ناراً فأختبز، فقامت تصلي فغفلت عن العجين فجاءت الشاة فأكلته‏.‏ فأرسل إلى أسامة فقال‏:‏ ‏"‏يا أسامة ما ترى في عائشة‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏لتخبرني ما ترى فيها‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ إني أرى أن تسكت عنها حتى يحدث الله إليك فيها‏.‏

قالت‏:‏ فما كان إلا يسيراً حتى نزل الوحي، فلما نزل جعلنا نرى في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور وجاء عذرها من الله جل ذكره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أبشري يا عائشة ثم أبشري يا عائشة قد أتاك الله بعذرك‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ بغير حمدك وحمد صاحبك‏.‏ قال‏:‏ فعند ذلك تكلمت‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وفيه خصيف وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون‏.‏ وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15296- عن أبي هريرة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأصاب عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق، فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة، فانحلت قلادتها، فذهبت في طلبها، وكان مسطح يتيماً لأبي بكر وفي عياله، فلما رجعت عاثشة لم تر العسكر‏.‏

قال‏:‏ وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف عن الناس فيُصب القدح والجراب والإدواة - أحسبه قال‏:‏ فيحمله - قال‏:‏ فنظر فإذا عائشة فغطى - أحسبه قال‏:‏ وجهه عنها - ثم أدنى بعيره منها، قال‏:‏ فانتهى إلى العسكر، فقالوا قولاً وقالوا فيه‏.‏ قال‏:‏ ثم ذكر الحديث حتى انتهى، قال‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء فيقوم على الباب فيقول‏:‏ ‏"‏كيف تيكم‏؟‏‏"‏‏.‏ حتى جاء يوماً فقال‏:‏ ‏"‏أبشري يا عائشة، فقد انزل الله عذرك‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ بحمد الله لا بحمدك‏.‏ قال‏:‏ وأنزل الله في ذلك عشر آيات‏:‏ ‏{‏إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم‏}‏‏.‏ قال‏:‏ فحد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطحاً وحمنة وحسان‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15297- عن الأسود قال‏:‏ قلت - يعني لعائشة - ‏:‏ يا أم المؤمنين - أو يا أمتاه - ألا تحدثيني كيف كان - يعني أمر الإفك - ‏؟‏ قالت‏:‏ تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أخوض المطر بمكة، وما عندي ما يرغب فيه الرجال وأنا بنت ست سنين، فلما بلغني أنه تزوجني ألقى الله علي الحياء، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر وأنا معه فاحتملت إليه وقد جاءني وأنا بنت تسع سنين، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيراً، فخرج بي معه، وكنت خفيفة في حداجة لي عليها ستور، فلما ارتحلوا جلست عليها واحتملوها وأنا فيها فشدوها على ظهر البعير، فنزلوا منزلاً وخرجت لحاجتي، فرجعت وقد نادوا بالرحيل، فنزلت في الحداجة وقد روأني حين حركت الستور، فلما جلست فيها ضربت بيدي على صدري فإذا أنا قد نسيت قلادة كانت معي من جزع، فخرجت مسرعة أطلبها، فرجعت فإذا القوم قد ساروا، فإذا أنا لا أرى إلا الغبار من بعيد، فإذا هم قد وضعوا الحداجة على ظهر البعير لا يرون إلا أني فيها لما رأوا من خفتي، فإذا رجل آخذ برأس بعيره فقلت‏:‏

من الرجل‏؟‏ فقال‏:‏ صفوان بن المعطل، أم المؤمنين أنت‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، قلت‏:‏ أدر عني وجهك وضع رجلك على ذراع بعيرك‏.‏ قال‏:‏ أفعل ونعمة خير وكرامة‏.‏ قالت‏:‏ فأدركت الناس حين نزلوا، فذهب فوضعني عند الحداجة، فنظر إلي الناس وأنا لا أشعر، قالت‏:‏ وأنكرت لطف أبوي، وأنكرت لطف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم ما قد كان قيل، حتى دخلت علي خادمي أو ربيبتي، فقالت كذا قالت، وقال لي رجل من المهاجرين‏:‏ ما أغفلك‏!‏‏!‏ فأخذتني حمى نافض، فأخذت أمي كل ثوب في البيت فألقته علي‏.‏ فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏ما ترون‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال بعضهم‏:‏ ما أكثر النساء، وتقدر على البدل‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزل عليك الوحي، وأمرنا لأمرك تبع‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ والله ليبيننه الله لك فلا تعجل‏.‏

قالت‏:‏ وقد صار وجه أبي كأنه صب عليه زرنيخ‏.‏

قالت‏:‏ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما بي فقال‏:‏ ‏"‏ما لهذه‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت أمي‏:‏ ما لهذه مما قلتم وقيل، فلم يتكلم ولم يقل شيئاً، قالت‏:‏ فزادني ذلك على ما عندي‏.‏

قالت‏:‏ وأتاني فقال‏:‏ ‏"‏اتقي الله يا عائشة، وإن كنت قارفت من هذا شيئاً فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ وطلبت اسم يعقوب، فلم أقدر عليه فقلت‏:‏ غير أني أقول كما قال أبو

يوسف‏:‏ ‏{‏فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون‏}‏ ‏{‏إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون‏}‏ قالت‏:‏ فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ووجهه كأنما ذيب عليه الزرنيخ حتى نزل عليه، وكان إذا أُوحي إليه لم يطوف، فعرف أصحابه أنه يوحى إليه وجعلوا ينظرون إلى وجهه، وهو يتهلل ويفسر، فلما قضى الوحي قال‏:‏ ‏"‏أبشر يا أبا بكر، قد أنزل الله عذر ابنتك وبراءتها، فانطلق إليها فبشرها‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ وقرأ عليه ما نزل فيّ‏.‏

قالت‏:‏ وأقبل أبو بكر مسرعاً يكاد أن ينكب، قالت‏:‏ فقلت‏:‏ بحمد الله لا بحمد صاحبك الذي جئت من عنده، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسي، فأخذ بكفي فاتنزعت يدي منه، فضربني أبو بكر وقال‏:‏ أتنزعين كفك من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو برسول الله صلى الله عليه وسلم - ‏؟‏ تفعلين هذا‏؟‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قالت‏:‏ فهذا كان أمري‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو سعد البقال وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

15298- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يسافر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فخرج سهم عائشة في غزوة النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق من خزاعة، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قريباً من المدينة، وكانت عائشة جويرية حديثة السن، قليلة اللحم خفيفة، وكانت تلزم خدرها، فإذا أراد الناس الرحيل ذهبت فتوضأت، ثم رجعت فدخلت محفتها، فيرحل بعيرها، ثم تحمل محفتها فتوضع على البعير، فكان أول ما قال فيها المنافقون وغيرهم ممن اشترك في أمر عائشة‏:‏ إنها خرجت تتوضأ حين دنوا من المدينة، فانسل من عنقها عقد لها من جزع أظفار، فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وهي

في بغاء العقد، ولم تعلم برحيلهم، فشدوا على بعيرها المحفة، وهم يرون أنها فيها كما كانت تكون، فرجعت عائشة إلى منزلها فلم تجد في العسكر أحداً فغلبتها عيناها‏.‏

وكان صفوان بن المعطل السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف تلك الليلة عن العسكر حتى أصبح‏.‏ قالت‏:‏ فمر بي فرآني فاسترجع، وأعظم مكاني حين رآني وحدي، وقد كنت أعرفه ويعرفني قبل أن يضرب علينا الحجاب‏.‏ قالت‏:‏ فسألني عن أمري، فسترت وجهي عنه بجلبابي، وأخبرته بأمري، فقرب بعيره فوطئ على ذراعه، فولاني قفاه حتى ركبت، وسويت ثيابي، ثم بعثه، فأقبل يسير بي حتى دخلنا المدينة نصف النهار أو نحوه، فهنالك قال فيّ وفيه من قال من أهل الإفك، وأنا لا أعلم شيئاً من ذلك، ولا مما يخوض الناس فيه من أمري، وكنت تلك الليالي شاكية‏.‏

وكان أول ما أنكرت من أمر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعودني قبل ذلك إذا مرضت وكان تلك الليالي لا يدخل علي ولا يعودني إلا أنه كان يقول وهو مار‏:‏ ‏"‏كيف تيكم‏؟‏‏"‏‏.‏ فيسأل عني أهل البيت‏.‏ فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر الناس فيه من أمري غمه ذلك وقد شكوت قبل ذلك إلى أمي ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم من الجفوة فقالت لي‏:‏ يا بنية اصبري فوالله ما كانت امرأة حسناء لها ضرائر إلا رمينها‏.‏

قالت‏:‏ فوجدت حساً تلك الليلة التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم من صبحها إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد يستشيرهما في أمري، وكنا ذلك الزمان ليس لنا كنف نذهب فيها إنما كنا نذهب كما يذهب العرب ليلاً إلى ليل، فقلت لأم مسطح بن أثاثة‏:‏ خذي الإداوة فاملئيها ماء فاذهبي بها إلى المناصع، وكانت هي وابنها مسطح بينهما وبين أبي بكر قرابة، وكان أبو بكر ينفق عليهما، فكانا يكونان عنده ومع أهله‏.‏

فأخذت الإداوة وخرجت نحو المناصع، فعثرت أم مسطح فقالت‏:‏ تعس مسطح فقلت‏:‏ بئس ما قلت، قالت‏:‏ ثم مشينا فعثرت أيضاً فقالت‏:‏ تعس مسطح، فقلت لها‏:‏ بئس ما قلت لصاحب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب بدر، فقالت‏:‏ إنك لغافلة عما فيه الناس من أمرك، فقلت‏:‏ أجل فما ذاك‏؟‏ فقالت‏:‏ إن مسطحاً وفلاناً وفلانة فيمن استزلهم الشيطان من المنافقين يجتمعون في بيت عبد الله بن أبي بن سلول أخي بني الحارث بن الخزرج يتحدثون عنك وعن صفوان بن المعطل يرمونك به‏.‏

قالت‏:‏ فذهب عني ما كنت أجد من الغائط، فرجعت عودي على يدي‏.‏

فلما أصبحنا من تلك الليلة بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فأخبرهما بما قيل في، واستشارهما في أمري، فقال أسامة‏:‏ والله يا رسول الله ما علمنا على أهلك سوءاً، وقال علي له‏:‏ يا رسول الله ما أكثر النساء، وإن أردت أن تعلم الخبر فتوعد الجارية - يعني بريرة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي‏:‏ ‏"‏فشأنك بالخادم‏"‏‏.‏ فسألها علي عني فلم تخبره والحمد لله إلا بخير، قالت‏:‏ والله ما علمت على عائشة سوءاً إلا أنها جويرية تصبح عن عجين أهلها فتدخل الشاة الداجن فتأكل من العجين‏.‏

قالت‏:‏ ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ما قالت بريرة لعلي إلى الناس، فلما اجتمعوا إليه قال‏:‏ ‏"‏يا معشر المسلمين من لي من رجال يؤذونني في أهلي‏؟‏ فما علمت على أهلي سوءاً ويرمون رجلاً من أصحابي ما علمت عليه سوءاً ولا خرجت مخرجاً إلا خرج معي فيه‏"‏‏.‏

قال سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي من الأوس‏:‏ يا رسول الله، إن كان ذلك من أحد من الأوس كفيناكه، وإن كان من الخزرج أمرتنا فيه بأمرك‏.‏

وقام سعد بن عبادة الأنصاري ثم الخزرجي فقال لسعد بن معاذ‏:‏ كذبت والله هذا الباطل‏.‏

فقام أسيد بن حضير الأنصاري ثم الأشهلي ورجال من الفريقين فاستبوا وتنازعوا حتى كاد أن يعظم الأمر بينهم‏.‏ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتي وبعث إلى أبوي فأتياه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال لي‏:‏

‏"‏يا عائشة إنما أنت من بنات آدم، فإن كنت أخطأت فتوبي إلى الله واستغفريه‏"‏‏.‏

فقلت لأبي‏:‏ أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ إني لا أفعل، هو نبي الله والوحي يأتيه، فقلت لأمي‏:‏ أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي كما قال أبي، فقلت‏:‏ والله لئن أقررت على نفسي بباطل لتصدقنني، ولئن برأت نفسي - والله يعلم أني برئية - لتكذبنني، فما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف‏:‏ ‏{‏فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون‏}‏‏.‏ ونسيت اسم يعقوب لما بي من الحزن والبكاء، واحتراق الجوف، فتغشَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه من الوحي، ثم سري عنه فمسح وجهه بيده ثم قال‏:‏

‏"‏أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك‏"‏‏.‏ فقالت عائشة‏:‏ والله ما كنت أظن أن ينزل القرآن في أمري، ولكني كنت أرجو لما يعلم الله من براءتي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أمري رؤيا فيبرئني الله بها عند نبيه صلى الله عليه وسلم‏.‏

فقال لي أبواي عند ذلك‏:‏ قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ والله لا أفعل، بحمد الله لا بحمدكم‏.‏

قال‏:‏ وكان أبو بكر ينفق على مسطح وأمه، فلما رماني حلف أبو بكر أن لا ينفعه بشيء أبداً، قال‏:‏ فلما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏‏{‏وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم‏}‏‏"‏‏.‏ بكى أبو بكر قال‏:‏ بلى يا رب، وأعاد النفقة على مسطح وأمه‏.‏

قالت‏:‏ وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة، فقال صفوان لحسان حين ضربه‏:‏

تلقَّ ذبابَ السيفِ عنك فإنني * غلام إذا هوجيتُ لستُ بشاعر

ولكنني أحـمي حمـاي وأنتقم * من الباهت الرامي البراة الطواهر

ثم صاح حسان فاستغاث الناس على صفوان، فلما جاء الناس فر صفوان، فجاء حسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستعداه على صفوان في ضربته إياه، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أن يهب له ضربة صفوان إياه، فوهبها للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاوضه النبي صلى الله عليه وسلم حائطاً من نخل عظيم وجارية رومية - ويقال قبطية - تدعى سيرين‏.‏ فولدت لحسان ابنه عبد الرحمن الشاعر‏.‏ قال أبو أويس‏:‏ أخبرني بذلك حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس‏.‏

قالت عائشة‏:‏ ثم باع حسان ذلك الحائط من معاوية بن أبي سفيان في ولايته بمال عظيم‏.‏

قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ وبلغني - والله أعلم - أن الذي قال الله فيه‏:‏ ‏{‏والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم‏}‏ أنه عبد بن أبي بن سلول أحد بني الحارث بن الخزرج‏.‏

قالت عائشة‏:‏ فقيل في أصحاب الإفك الأشعار، وقال أبو بكر في مسطح في رميه عائشة فكان يدعى عوفاً‏:‏

يا عوف ويحك هلا قلت عـارفة * منَ الكـلام ولم تبغي به طمعـا

فأدركتـك حميـا معشـر أنـف * فلم يكن قاطعا يا عوف من قطعا

هلا حربت من الأقوام إذ حسدوا * فـلا تقـولُ وإن عـاديتهم قذعا

لمـا رميت حصـانا غير مقرفـة * أميـنة الجيـبِ لم نعلم لها خضعا

فيمن رمـاها وكنتم معشراً إفكا * في سيئ القول من لفظ الخنا شرعا

فأنـزل اللهُ عـذراً في براءتهـا * وبين عـوف وبين الله مـا صنعـا

فإن أعش أجزِ عوفـاً في مقالته * سـوء الجـزاءِ بمـا ألفيـته تبعـا

وقالت أم سعد بن معاذ في الذين رموا عائشة من الشعر‏:‏

تشـهد الأوس كلهـا وفتاهـا * بحقـد وذلـك مـعـلـوم

‏[‏نسـاء الخزرجيـين يشـهدن * والخماسي من نسلها والعظيم‏]‏

أنَّ بنتَ الصـديقِ كانت حصاناً * عفة الجيـب دينهـا مستقيم

تتـقي اللهَ في المغيب عليهـا * نعمة الله سـرها ما يريم

خير هدي النساء حالاً ونفساً * وأباً للعـلا نماهـا كريم

للمـوالي إذا رمـوها بإفـك * أخذتهم مقـامع وجحيـم

ليت من كان قد قفاها بسوء * في حطام حتى يبول اللئيم

وعـوان من الحـروب تلظى * ثغسـاً قوتهـا عقار صريم

ليت سعداً ومن رماها بسوء * في كطاة حتى يتوب الظلوم

وقال حسان وهو يبرئ عائشة رضي الله عنها فيما قيل فيها ويعتذر إليها‏:‏

حصـانٌ رزانٌ مـا تـزن بريبة * وتصبح غرثي من لحومِ الغوافـل

خليلة خير النـاس دينـاً ومنصبا * نبي الهدى والمكرمـات الفـواضل

عقيلة حيٍّ من لؤي بن غـالب * كرام المسـاعي مجدهـا غير زائل

مهـذبةٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمهـا * وطهرهـا من كل سـوءٍ وباطل

فإن كـان ما قد جاء عني قلته * فـلا رفعتُ صـوتي إلى أنـاملي

وإن الذي قد قيـلَ ليس بلائط * بك الدهر بل قول امرئ غير هائل

وكيف وودي ما حييت ونصرتي * لآل رسـولِ اللهِ زيـن المحـافـل

له رتب عالٍ على الناس فضلها * تقـاصر عنهـا سـورةُ المتطـاول

قال أبو أويس‏:‏ وحدثني ‏[‏أبي‏]‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالذين رموا عائشة فجلدوا الحد ‏[‏جميعاً‏]‏ ثمانين ثمانين‏.‏ وقال حسان بن ثابت في الشعر حين جلدوا‏:‏

لقد ذاق عبد الله ما كان أهله * وحمنة إذ قالـوا هجيرا ومسـطح

تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم * وسخطة ذي العرش الكريم فأنزحوا

فآذوا رسولً اللهِ فيها وعمموا * مخـازي سـوء حللوهـا وفضحوا

قلت‏:‏ حديث الإفك من حديث عائشة في الصحيح باختصار غير هذا وبغير سياقه أيضاً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح‏.‏

15299- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهن، فسافر بعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان لها هودج، وكان الهودج يحملونه ويضعونه، فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وخرجت عائشة للحاجة فتباعدت، فلم يعلم بها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا، وجاء الذين يحملون الهودج، فحملوه ولا يحسبون إلا أنها فيه، فساروا وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا، فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له‏:‏ صفوان بن المعطل، وكان لا يقرب النساء، فتقرب منها، وكان معه بعير له، فلما رآها حملها وقد كان يراها قبل الحجاب، وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه ‏[‏عائشة وأكثروا القول، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فشق عليه حتى اعتزلها واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره‏]‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله دعها، لعل الله أن يحدث لك فيها، وقال علي بن أبي طالب‏:‏ النساء كثير، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء، فعثرت أم مسطح فقالت‏:‏ تعس مسطح، فقالت‏:‏ بئس ما قلت تقولين هذا لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقالت‏:‏ إنك لا تدرين ما يقولون، وأخبرتها الخبر

فسقطت عائشة مغشياً عليها، ثم نزل القرآن بعدها في سورة النور‏:‏ ‏{‏إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم‏}‏ حتى بلغ ‏{‏والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم‏}‏{‏ولا يأتل أولو الفضل منكم‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏والله غفور رحيم‏}‏‏.‏ وكان أبو بكر يعطي مسطحاً ويبره ويصله، وكان ممن أكثر على عائشة، فحلف أبو بكر ألا يعطيه شيئاً، فنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏ألا تحبون أن يغفر الله لكم‏}‏ فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويبشرها، فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله‏.‏ فقالت‏:‏ لا بحمدك ولا بحمد صاحبك‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك‏.‏

15300- عن ابن عمر قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه أثلاثاً، فمن أصابته القرعة خرج بهن معه، فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى، فلما غزا بني المصطلق أقرع بينهن فأصابت القرعة عائشة أم المؤمنين وأم سلمة، فخرج بهما معه، فلما كانوا ببعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها‏.‏ وكانت عائشة تريد قضاء حاجة، فلما أبركوا إبلهم قالت عائشة‏:‏ فقلت في نفسي‏:‏ إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي‏.‏

قالت‏:‏ فنزلت من الهودج فأخذت ما في السطل، ولم يعلموا بنزولي، فأتيت حوبة فانقطعت قلادتي، فاحتبست في رجعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا

وظنوا أني في الهودج لم أنزل قالت عائشة‏:‏ ولم أر أحداً قالت‏:‏ فاتبعتهم حتى أعييت، فقدر في نفسي أن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي‏.‏

قالت‏:‏ فنمت على بعض الطريق، فمر بي صفوان بن المعطل، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فجعله، فكان إذا رحل الناس قام يصلي ثم اتبعهم، فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه‏.‏

قالت عائشة‏:‏ فلما مر بي ظن أني رجل فقال‏:‏ يا نؤوماً قم فإن الناس قد مضوا، قالت‏:‏ قلت‏:‏ إني لست رجلاً، أنا عائشة‏.‏ فقال‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عني فقال‏:‏ يا أمه قومي فاركبي فإذا ركبت فآذنيني‏.‏ قالت‏:‏ فركبت فجاء حتى حل العقال، ثم بعث جمله فأخذ بخطام الجمل‏.‏

قال ابن عمر‏:‏ فما كلمها كلاماً حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فقال عبد الله بن أبي بن سلول‏:‏ فجر بها ورب الكعبة، وأعانه على ذلك حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة‏.‏ وشاع ذلك في العسكر، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا حتى رجعوا إلى المدينة، وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول المنافق هذا الحديث في المدينة، واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قالت عائشة‏:‏ فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب، فحملت معي السطل وفيه ماء، فوقع السطل منها فقالت‏:‏ تعس مسطح، فقالت لها عائشة‏:‏ سبحان الله تتعسين رجلاً من أصحاب بدر وهو ابنك‏؟‏‏!‏ فقالت لها أم مسطح‏:‏ إنك سال بك السيل وأنت لا تدرين، فأخبرتها بالخبر‏.‏

قالت‏:‏ فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلض ما كان بي ولم أبعد المذهب‏.‏

قالت عائشة‏:‏ وكنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم جفوة ولم أدر من أي شيء هي حتى حدثتني أم مسطح فعلمت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبرتني أم مسطح‏.‏

قالت عائشة‏:‏ فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله أتاذن لي أن أذهب إلى أهلي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اذهبي‏"‏‏.‏ فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر رضي الله عنه، فقال لها أبو بكر‏:‏ ما لك‏؟‏ قالت‏:‏ أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته، قال لها أبو بكر‏:‏ أخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأؤويك أنا‏؟‏ والله لا أؤويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويها‏.‏ قال لها أبو بكر‏:‏ والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف وقد أعزنا الإسلام‏؟‏ فبكت عائشة وأمها أم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن وبكى معهم أهل الدار‏.‏

وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال‏:‏

‏"‏يا أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني‏؟‏‏"‏‏.‏ فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه فقال‏:‏ يا رسول الله أنا أعيذك منه، إن يكن من الأوس أتيتك برأسه، وإن يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه‏.‏ فقام سعد بن عبادة فقال‏:‏ كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، إنما طلبتنا بذحول ‏(‏عداوة‏)‏ كانت بيننا وبينكم في الجاهلية، فقال هذا‏:‏ يا للأوس، وقال هذا‏:‏ يا للخزرج‏.‏ فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا، فقام أسيد بن حضير فقال‏:‏ ففيم الكلام‏؟‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بأمره فنفذ عن رغم أنف من رغم، ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر فصعد إليه أبو عبيدة فاحتضنه‏.‏ فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس جميعاً ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل‏:‏ ‏{‏وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي‏}‏ إلى آخر الآيات فصاح الناس‏:‏ رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصافحوا‏.‏

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر وانتظر الوحي في عائشة، فبعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير في أهله لم ‏[‏يعد‏]‏ علياً وأسامة بعد موت أبيه

زيد، فقال لعلي‏:‏ ‏"‏ما تقول في عائشة فقد أهمني ما قال الناس فيها‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال علي‏:‏ يا رسول الله قد نال الناس وقد أحل لك طلاقها‏.‏

وقال لأسامة‏:‏ ‏"‏ما تقول أنت فيها‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، فقال لبريرة‏:‏ ‏"‏ما تقولين يا بريرة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ والله يا رسول الله ماعلمت على أهلك إلا خيراً إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها، وإن كل شيء من هذا ليخبرنك الله‏.‏

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبي بكر فدخل عليها فقال لها‏:‏ ‏"‏يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى أستغفر الله لك‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ والله لا أستغفر الله منه أبداً إن كنت فعلته، فلا غفره الله لي، وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف - وذهب اسم يعقوب من الأسف - ‏:‏ ‏{‏إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون‏}‏‏.‏

فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمنا إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم رعشة، فقال أبو بكر لعائشة‏:‏ قومي فاحتضني رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقالت‏:‏ لا والله لا أدنو منه‏.‏ فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلى الله عليه وسلم فسري عنه، وهو يتبسم فقال‏:‏ ‏"‏يا عائشة قد أنزل الله عذرك‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ بحمد الله لا بحمدك‏.‏ فتلا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النور إلى الموضع الذي انتهى إليه خبرها وعذرها وبراءتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قومي إلى البيت‏"‏‏.‏ فقامت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فأمر أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس، ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من البراءة لعائشة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث إلى عبد الله بن أبي بن سلول المنافق، فجيء به

فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين، وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش، فضربوا ضرباً وجيعاً ووجيء في رقابهم‏.‏

قال ابن عمر‏:‏ إنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم حدين لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدان‏.‏ فبعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة فقال‏:‏ أخبرني عنك وأنت ابن خالتي، ما حملك على ما قلت في عائشة‏؟‏ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي، وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها، وأما عبد الله بن أبي فمنافق، وأنت في عيالي منذ مات أبوك، وأنت ابن أربع حجج، وأنا أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا، والله إنك لرجل لا وصلتك بدراهم أبداً، ولا عطفت عليك بخير أبداً، ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله، فنزل القرآن‏:‏ ‏{‏ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة‏}‏ الآية، فلما قال‏:‏ ‏{‏ألا تحبون أن يغفر الله لكم‏}‏ بكى أبو بكر فقال‏:‏ أما قد نزل القرآن ‏[‏بأمري‏]‏ فيك لأضاعفن لك النفقة وقد غفرت لك، فإن الله أمرني أن أغفر لك، وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه فنزل القرآن‏:‏ ‏{‏الخبيثات‏}‏ يعني امرأة عبد الله ‏{‏للخبيثين‏}‏ يعني عبد الله ‏{‏والخبيثون للخبيثات‏}‏ عبد الله لامرأته‏.‏ ‏{‏والطيبات للطيبين‏}‏ يعني عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏أولئك مبرؤون‏}‏ إلى آخر الآيات‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب‏.‏

15301- عن عائشة قالت‏:‏ لما رميت بما رميت به أردت أن ألقي نفسي في قليب ‏(‏بئر‏)‏‏.‏

رواه ‏[‏البزار و‏]‏ الطبراني في الأوسط ورجالهما ثقات‏.‏

15302- عن عائشة أنه لما نزل عذرها قبّل أبو بكر رأسها فقالت‏:‏ ألا عذرتني‏؟‏ فقال‏:‏ أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت ما لا أعلم‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15303- عن زينب بنت جحش قالت‏:‏ افتخرت أنا وعائشة وزينب، فقالت زينب‏:‏ أنا التي زوجني الله من السماء‏.‏ وقالت عائشة‏:‏ أنا التي نزل عذري من السماء حين حملني صفوان بن المعطل، فقالت لها زينب‏:‏ أي شيء قلت حين ركبت‏؟‏ قالت‏:‏ قلت‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل‏.‏ قالت‏:‏ قلت كلمة المؤمنين‏.‏

رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك‏.‏

15304- عن محمد بن جحش قال‏:‏ افتخرت عائشة وزينب، فقالت زينب‏:‏ أنا التي زوجني الله من السماء، وقالت عائشة‏:‏ أنا التي نزل عذري حين حملني صفوان بن المعطل، فقالت لها زينب‏:‏ أي شيء قلت حين ركبت‏؟‏ قالت‏:‏ قلت‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل، قالت‏:‏ قلت كلمة المؤمنين‏.‏

رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك‏.‏

15305- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا كان يوم القيامة حد الله الذين شتموا عائشة ثمانين ثمانين على رؤوس الخلائق فيستوهب ربي المهاجرين منهم فاستأمرك يا عائشة‏"‏‏.‏ فسمعت عائشة الكلام فبكت وهي في البيت وقالت‏:‏ والذي بعثك بالحق نبياً لسرورك أحب إلي من

سروري، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً وقال‏:‏ ‏"‏ابنة أبيها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي وهو ضعيف‏.‏ وقد تقدم هذا الحديث طرق‏.‏

  باب في حديث أم زرع

قلت‏:‏ وقد تقدمت طرقه في النكاح في باب عشرة النساء، وبقيت هذه الطريق‏.‏

15306- عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح غير قوله‏:‏ ‏"‏إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وعبد العزيز محمد بن زبالة لم أعرفه، وعبد الرحمن بن أبي الزناد فيه ضعف، وبقية رجاله ثقات‏.‏ وقد تقدمت بقية طرقه في النكاح‏.‏

  باب جامع فيما بقي من فضلها رضي الله عنها

15307- عن عائشة قالت‏:‏ لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة إلا مريم بنت عمران‏:‏ لقد نزل جبريل صلى الله عليه وسلم بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري، ولقد قُبض ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد حفت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان الوحي

لينزل عليه وإني معه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة وعند طيب ولقد وُعدت مغفرة وزرقاً كريماً‏.‏

رواه أبو يعلى وفي الصحيح وغيره بعضه، وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم‏.‏

15308- وعن عائشة قالت‏:‏ خلالٌ فيّ سبع لم تكن في أحد من النساء إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا فخراً على أحد من صواحبي‏.‏

فقال لها عبد الله بن صفوان‏:‏ وما هن يا أم المؤمنين‏؟‏ قالت‏:‏ نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين، وتزوجني بكراً، ولم يشركه في أحد من الناس، وكان الوحي يأتيه وأنا وهو في لحاف واحد‏.‏

قالت‏:‏ وكنت أحب الناس إليه، وبنت أحب الناس إليه ولقد نزل فيّ آيات من القرآن وقد كادت الأمة تهلك فيّ ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري وقبض في بيتي ولم يله أحد غيري وقوي الملك‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه الطبراني ورجال أحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح‏.‏

15309- وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قلت‏:‏ يا رسول الله من أحب الناس إليك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ولم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لأحب ما تحب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏عائشة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15310- وعن عبد الله بن شقيق قال‏:‏ قلت لعائشة‏:‏ أي النساء كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قالت‏:‏ عائشة‏.‏ قلت‏:‏ فمن الرجال‏؟‏ قالت‏:‏ أبوها‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15311- وعن عائشة قالت‏:‏ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال‏:‏ ‏"‏ما يبكيك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ سبتني فاطمة، فدعا فاطمة فقال‏:‏ ‏"‏يا فاطمة سببتِ عائشة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏أليس تحبين من أحب‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏وتبغضين من أبغض‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏"‏فإني أحب عائشة فأحبيها‏"‏‏.‏ قالت فاطمة‏:‏ لا أقول لعائشة شيئاً يؤذيها أبداً‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار باختصار، وفيه مجالد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

15312- وعن عائشة قالت‏:‏ أعطيت سبعاً لم يعطها نساء النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ كنت من أحب الناس إليه نفساً، وأحب الناس إليه أباً، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بكراً غيري، وكان جبريل عليه السلام ينزل عليه بالوحي وأنا معه في لحاف، ولم يفعل ذلك بغيري، وكان لي يومان وليلتان ولنسائه يوم وليلة‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني وفيه من ضعف‏.‏

15313- وعن أم سلمة أنها قالت يوم ماتت عائشة‏:‏ اليوم مات أحب شخص كان في الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ثم قالت‏:‏ أستغفر الله ما خلا أباها‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

15314- وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال‏:‏ بعث زياد إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال وفضل عائشة‏.‏ فجعل الرسول يعتذر إلى

أم سلمة فقالت‏:‏ يعتذر إلينا زياد فقد كان يفضلها من كان أعظم علينا تفضيلاً من زياد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

15315- وعن عروة قال‏:‏ قلت لعائشة‏:‏ إني أفكر في أمرك فأعجب‏!‏ أجدك من أفقه الناس فقلت‏:‏ ما يمنعها‏؟‏ زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنة أبي بكر‏.‏ وأجدك عالمة بأيام العرب وأنسابها وأشعارها فقلت‏:‏ وما يمنعها وأبوها علامة قريش‏؟‏ ولكن أعجب أني وجدتك عالمة بالطب، فمن أين‏؟‏ فأخذت بيدي فقالت‏:‏ يا عرية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرت أسقامه فكانت أطباء العرب والعجم يبعثون له فتعلمت ذلك‏.‏

رواه البزار واللفظ له، وأحمد بنحوه إلا أنه قال‏:‏ قالت‏:‏ وكنت أعالجها له فمن ثم‏.‏ والطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن معاوية الزبيري، قال أبو حاتم‏:‏ مستقيم الحديث، وفيه ضعف‏.‏ وبقية رجال أحمد والطبراني في الكبير ثقات، إلا أن أحمد قال‏:‏ عن هشام بن عروة أن عروة كان يقول لعائشة ‏.‏‏.‏‏.‏ فظاهره الانقطاع‏.‏ وقال الطبراني في الكبير‏:‏ عن هشام بن عروة عن أبيه، فهو متصل، والله أعلم‏.‏

15316- وعن مسروق أنه قيل له‏:‏ هل كانت عائشة تحسن الفرائض‏؟‏ قال‏:‏ والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15317- وعن عروة قال‏:‏

ما رأيت امرأة أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة‏.‏

رواه الطبراني بإسناد الذي قبله‏.‏

15318- وعن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لو جمع علم نساء هذه الأمة فيهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كان علم عائشة أكثر من علمهن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات‏.‏

15319- وعن معاوية قال‏:‏ والله ما رأيت خطيباً قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15320- وعن موسى بن طلحة قال‏:‏ ما رأيت أحداً كان أفصح من عائشة رضي الله عنها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏ قلت‏:‏ وقد تقدمت خطبتها في مناقب أبيها‏.‏

15321- وعن معاوية أنه كان يقول‏:‏ والله ما هبت الكلام عند أحد هيبتي عند عائشة، وما سمعت كلامها إلا ذكرت كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب‏.‏

15322- وعن عامر الشعبي قال‏:‏

قال رجل‏:‏ كل أمهات المؤمنين أحب إلي من عائشة، قلت له‏:‏ أما أنت فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي كانت أحبهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15323- وعن أم سليم قالت‏:‏ دخلت علي عائشة فقلت‏:‏ أين رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقالت‏:‏ في البيت يوحى إليه، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، ثم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يقول‏:‏

‏"‏يا عائشة هذا جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف‏.‏

15324- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه‏.‏

15325- وعن مصعب بن سعد عن سعد - إن شاء الله - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن عائشة تفضل على النساء كما يفضل الثريد على سائر الطعام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15326- وعن قرة بن إياس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15327- وعن عائشة قالت‏:‏

لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت‏:‏ يا رسول الله ادع الله لي، قال‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وما أعلنت‏"‏‏.‏

فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أيسرك دعائي‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ وما لي لا يسرني دعاؤك‏؟‏‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة‏.‏

15328- وعن ابن عباس ‏[‏أنه‏]‏ قال ‏[‏لها‏]‏ ‏:‏

‏"‏إنما سميتِ أم المؤمنين لسعدي، وإنه لاسمك قبل أن تولدي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه راو لم يسم‏.‏

  باب فضل حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها

15329- قال الزبير بن بكار‏:‏ فولد عمر عبد الله بن عمر وأخته لأبيه، وأمه حفصة بنت عمر رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن الأكبر وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، كانت من المهاجرات، وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند حنيس بن حذافة السهمي، وشهد بدراً أبوها وعمها زيد بن الخطاب، وأخوالها عثمان وقدامة وعبد الله، وابن خالها السائب بن عثمان‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15330- وعن ابن عمر قال‏:‏ دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال‏:‏ ما

يبكيك‏؟‏ لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك‏!‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم طلقك وراجعك من أجلي، والله لئن كان طلقك لا كلمتك كلمة أبداً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15331- وعن عقبة بن عامر الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فوضع التراب على رأسه وقال‏:‏ ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن صالح الحضرمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15332- وعن عمار بن ياسر قال‏:‏ لما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة‏.‏

رواه البزار والطبراني إلا أنه قال‏:‏

أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق حفصة فجاءه جبريل عليه السلام فقال‏:‏ لا تطلقها فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة‏.‏

وفي إسناديهما الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف‏.‏

15333- وعن أنس قال‏:‏

طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة، فاغتم الناس من ذلك، ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون وأخوه قدامة فبينما هم عندها وهم مغتمون إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم على حفصة فقال‏:‏

‏"‏يا حفصة أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فقال‏:‏ إن الله يقرئك السلام ويقول لك‏:‏ راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

15334- وعن قيس بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فقالت‏:‏ والله ما طلقني عن شبع، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فتجلببت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أتاني جبريل عليه السلام فقال‏:‏ راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15335- وعن مالك بن أنس قال‏:‏ توفيت حفصة عام فتحت إفريقية، وماتت ومروان على المدينة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15336- وعن زيد بن أبي حبيب قال‏:‏ غزا معاوية بن خديج إفريقية ثلاث مرات، فالأولى سنة أربع وثلاثين، والثانية سنة أربعين، والثالثة سنة خمسين‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

  باب فضل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

15337- قال الطبراني‏:‏ أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏

حدثنا بهذه النسبة علي بن عبد العزيز، حدثنا الزبير بن بكار قال‏:‏

وكانت أم سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد، فولدت له سلمة وعمر وزينب، ثم توفي عنها فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

15338- وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاها فلف رداءه ووضعه على أسكفة الباب واتكأ عليه وقال‏:‏ ‏"‏هل لك يا أم سلمة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ إني امرأة شديدة الغيرة، وأخاف أن يبدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ما يكره‏.‏ فانصرف‏.‏

ثم عاد فقال‏:‏ ‏"‏هل لك يا أم سلمة‏؟‏ إن كان بك الزيادة في صداقك زدنا‏؟‏‏"‏‏.‏ فعادت لقولها‏.‏

فقالت أم عبد‏:‏ يا أم سلمة تدرين ما يتحدث به نساء قريش‏؟‏ يقلن‏:‏ إن أم سلمة إنما ردت محمداً لأنها تريد شاباً من قريش أحدث منه سناً وأكثر منه مالاً‏!‏

قال‏:‏ فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم في فضل أهل البيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها‏:‏ ‏"‏إنك على خير‏"‏‏.‏

15339- وعن الهيثم بن عدي قال‏:‏ أول من هلك ‏(‏مات‏)‏ من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ زينب بنت جحش هلكت في خلافة عمر، وآخر من هلكت أم سلمة زمن يزيد بن معاوية سنة ثنتين وستين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏